هل أصبحت إدارة أمور الحياة اليومية معقدة للغاية مما يجعل التوتر جزءا أساسيا منها؟
فيما يبدو أن معظم الناس يشتركون - بغض النظر عما يقومون به داخل العمل أو خارجه– في شيء واحد؛ وهو الإنشغال الدائم، وذلك سعيا لمواكبة مجموعة لا نهاية لها من التحديات والمهام التي تندفع في طريقهم.
حتى عندما يعلم الناس ما يتعين عليهم القيام به من مهام هائلة، فإن حجم الملاحظات التي لا عدد لها، ومذكرات الهاتف الذكي، وقوائم "الواجبات" ذات النمط القديم، يضيف في نهاية المطاف إلى حالة التعقيد التي نعيشها.
وكان من المفترض أن تجعل التكنولوجيا الحديثة حياتنا اليومية أكثر كفاءة، ولكن من المفارقات أنها تساهم في تعقيد الأمور بشكل لا داعي له، وخاصة مع الاضطرار من وقت لآخر لإدخال كلمات المرور ومتابعة رسائل البريد الإلكتروني التي قد تصل إلى 500 رسالة جديدة يوميا.
فلماذا أحتاج لتسجيل الدخول إلى التطبيق أو الموقع باستخدام فيسبوك أو تويتر؟ بالإضافة إلى تراكمات من الوسائل التكنولوجية التي تزيد من تعقيد الأشياء حولنا. فكم كلمة سر تحتاج أن تتذكرها لتسجيل الدخول إلى كل ما تحتاجه في الحياة اليومية والعمل؟
هل الحل في إنشاء مناطق خالية من التعقيد، والتي تساعد على الأقل في حفظ الاتزان وتقليل التوتر في بعض الأحيان؟
هذا الحل لا يبدو جنونيًا كما قد يبدو، فربما يشارك معظمنا في الأنشطة العادية التي تثير الشعور بالبساطة، حتى لو كان هذا الشعور زائلا. وإذا كنت تمارس اليوغا أو التأمل، فأنت تعرف ما أعنيه. ويشير علماء النفس إلي ذلك بقوة التركيز، وهو ما يترجم إلى عيش اللحظة، وعدم إرهاق عقلك بأشياء أخرى كثيرة أيضا.
فإن تبني البساطة الحقيقية في الحياة اليومية ليس من السهل دائما، ولكنها ليست مستحيلة، وهناك أشياء يمكننا القيام بها لإنشاء مناطق خالية من التعقيد.
ابدأ من خلال البحث عن حل بسيط لشيء ما، على الأقل كخطوة أولى، وهذا أمر سهل. فما هو أول شيء تفعله عندما يتجمد جهاز الكمبيوتر أو الطابعة أو جهاز الاتصال بالإنترنت؟ الإجابة هي: فصل المصدر الكهربائي. فكم من الوقت أضعته في النظر في الكتيبات، وانتظار الدعم الفني والاتصال بخدمة العملاء قبل تعلم هذا الدرس؟
إرسال تعليق