جديد المدونة :

معلومة

منوعات

دراسات وأبحاث

الأربعاء، 18 فبراير 2015

مثقفون: الأدب لا يمكن أن يكون حالة انطباعية

مثقفون: الأدب لا يمكن أن يكون حالة انطباعية

عمليات شد وجذب شهدها تأثير الأدب في مسار الثورة السورية، فبينما عمل أدباء وكتاب وشعراء على تمجيد النظام والسير في فلكه، ظهر أدباء آخرون في صفوف الثورة السورية وعلموا على تدعيمها بكتاباتهم التي أثرت في وجدان الثوار والمؤيدين للثورة.
في هذا السياق قال صبحي دسوقي، الكاتب والصحفي ورئيس اتحاد كتاب سوريا الأحرار في تركيا، إن الحالة الأدبية السورية خلال الثورة أشارت إلى أن الواقع الثقافي بسوريا كان مهمشا وانتقائيا ومليئًا بالتطبيل والتزمير لحزب البعث والقائد الأوحد.
وأضاف أن من أهداف الثورة السورية البحث عن العدالة والحرية وإعطاء المثقف دوره الذي يليق به من خلال كشفه للواقع وملامسته للجراح التي بقيت مفتوحة لسنوات في الواقع السوري.
ودافع دسوقي عن الكاتب والمثقف السوري الذي لم ينتظر مطلقًا أن يمنح الفرصة بل حارب ضمن الممكن، وحاول الحركة لكن كانت هناك الكثير من المعوقات.
وأكد أن وزارة الثقافة في الحكومة المؤقتة انحازت إلى شؤون الاسرة وتفعيل دور المرأة والشباب والرياضة، وكان هناك إغفالًا في استيعاب المكون الثقافي، فلم يكن هناك أي نشاط أو دعم ثقافي، فضلًا عن تهميش دور الكاتب والمثقف.
وأفاد دسوقي بأنه ينظم الآن أمسيات أدبية وثقافية في أنحاء تركيا، وبعض المخيمات، وأن هناك توجها لوزارة الثقافة لدعم المثقفين وتنظيم أمسيات موسيقية، لافتًا إلى أن وزارة الثقافة تتبنى إطلاق مسابقات أدبية وفنية لمراحلة التعليم المختلفة، كما يوجد اهتمام بتفعيل دور الأدب الشبابي.  
ولفت إلى أن ما تقوم به وزارة الثقافة قد يكون دورًا خجولًا، فهي غير قادرة على تلبية حاجة دول النزوح، لكنها تحدثت عن بعض الطموحات، وتريد أنتنحدث شيئًا له علاقة بين المثقف والدائرة الحكومية.
وشدد دسوقى على أن الأدب لا يمكن أن يكون حالة انطباعية، وأن هناك نصوصًا إبداعية كثيرة ستلفظها الثورة السورية، وستحفل الفترة المقبلة بحالات إبداعية ستترك بصمتها في الأدب الانساني.
 من جانبه، قال الكاتب والقاص السوري مصطفى تاج الدين الموسى، إن الكتاب الشباب الجدد تأثروا كثيرًا بالثورة، وأن أدب الحرب هو السائد حاليا؛ لأن السوريين يعيشون مرحلة واقعية، ولا يستطيع أي مبدع الخروج عن هذا الواقع إلا قليلا، فمن الطبيعي أن نرى أغلب النصوص لها علاقة بالحرب.
 وأضاف: "المبدع لا يستطيع الخروج من سياق أدب الحرب، لكن من الواجب عليه التنوع في طبيعة النصوص وعدم مخاطبة المتلقين على أنهم متلق واحد كي يصل للجميع".
وحول آلية التأثير على المسار الثقافي السوري، قال الموسى إن الشعر يظل صاحب الأولوية في الساحة الثقافية حاليًا، وأن فن القصة يتطور لدى الشباب في سوريا بشكل لم يحدث في مراحل سابقة.
 ولفت إلى أن المتابع للتجارب الأدبية العالمية يجد أن أهمها تتحدث عن الحروب والثورات، وحتى بالمنطقة العربية، كان أهم جيل أدبي هو الذي عاصر نكسة يونيو/ حزيران 67.
وأفاد بأن المنظومة الثقافية للنظام لا تزال هي الأقوى، بينما هي مشتتة ومصابة بالتشرذم والشللية وعدم التنسيق لدى صفوف الثورة، لافتًا إلى أن هذا التشتت سببه سياسي لأن الائتلاف الوطني السوري ومنظمات أخرى تمثل الشعب السوري مرتبطة بجهات معينة، وهذا الضياع السياسي انعكس سلبًا على الثقافة.
أما الشاعر السوري عبد الكريم بدرخان فقال إن الحرب في سوريا ستترك آثارها على الأدب والثقافة، وأن إنتاج أدب الحرب السوري لم يكتب بعد.
 وأضاف:"النصوص الحالية "أدب مرحلي" له هدف سياسي ومتحيز، وأن مفهوم أدب الحرب أعم من مفهوم أدب الثورة، وأرى أن السوريين بالداخل يبحثون عن قصائد الحب أكثر كي يخرجوا من أجواء السياسة، على عكس السوريين بالخارج الذين يبحثون عن السياسة فقط".
من جانبه قال الصحفي والمسرحي السوري حسين برو، إنه في بداية الثورة السورية، كان هناك من استعجل كتابة أحداث الثورة، وكأنهم في سباق لتحقيق أول رواية أو قصة عن الثورة.
 وأضاف أن أغلبهم اتبعوا سياسة السرعة، وكأنهم يكتبون سبقا صحفيا، وكانت هناك أخطاء تاريخية في أعمالهن، حيث اعتمد الكتاب على تقديم هذا الحدث ودخلوا في مسائل التوثيق.
وأكد أنه يجب وجود استراتيجية لإعادة دور الثقافة من خلال اعادة السوريين إليها، قائلًا "كان عندنا من يطبل لحزب البعث ورموزه، وحاليًا أصبح هناك من يطبل للثورة وشخصيات المعارضة وهو الآن في المقدمة. لو فتشنا في كثير من النصوص المكتوبة سنجد نصوص جميلة سيذكرها التاريخ لكننا نقلنا أمراضنا في المرحلة السابقة الى المرحلة الحالية بأن يكون الكاتب بوقا للثورة".
وقال إن المؤسسات الإعلامية في حكومة المعارضة، جعلت الثقافة في الدرجة الثانية وأن مسالة الرقابة غير موجودة. وانتقد بحث جميع المثقفين عن دعم وأنه يجب عليهم العمل دون البحث عن داعم كي تتحدث الأعمال بالنيابة عنهم.
 وقال إن البحث عن رموز أدبية مثل محمود درويش أصبح موضة قديمة، لأن درويش عمل على تطوير نصه وحفظ له اسم بتاريخ الشعر العربي.

إرسال تعليق

 
copyright © 2015 غرائب ومنوعات
Design : othman mater